دليلك إلى  السعادة
النفسية
من إعداد
القسم العلمي
بمدار الوطن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
هل
أنت سعيد ؟ 
سؤال ينبغي أن تطرحه على نفسك . 
*
قد تكون ذا ثروة هائلة ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في المال . 
*
قد تكون ذا شهرة كبيرة ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في الشهرة .
* قد تكون ذا علاقات
اجتماعية رائعة ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في تكوين العلاقات . 
*
قد تكون ذا أسرة تحبهم ويحبونك ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في الأسرة. 
* قد تكون ذا أسفار
وتجوال بين البلدان ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في الأسفار . 
*
قد تكون ذا منصب مرموق ومكانة اجتماعية رفيعة ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست
في المنصب والمكانة .
*
قد تكون كثير الضحك والمزاح ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في ذلك .. 
ما السعادة إذن .. وكيف أحققها ؟ 
*
السعادة شيء نفسي عندما نقوم بعمل نبيل .. 
*
السعادة قوة داخلية تشيع في النفس سكينة وطمأنينة . 
*
السعادة مدد إلهي يضفي على النفس بهجة وأريحية . 
*
السعادة صفاء قلبي ونقاء وجداني وجمال روحاني .
*
السعادة هبة ربانية ، ومنحة إلهية ، يهبها الله من يشاء من عباده جزاء لهم على
أعمال جليلة قاموا بها ... 
*
السعادة شعور عميق بالرضا والقناعة . 
*
السعادة ليست سلعة معروضة في الأسواق تباع وتشترى ، فيشتريها الأغنياء ، ويُحرم
منها الفقراء .. ولكنها سلعة ربانية تبذل فيها النفوس والمُنهج لتحصيلها والظفر
بها . 
*
السعادة راحة نفسية . 
*
السعادة في أن تدخل السرور على قلوب الآخرين ، وترسم البسمة على وجوههم ، وتشعر
بالارتياح عند تقديم العون لهم وتستمتع باللذة عند الإحسان إليهم . 
*
السعادة في تعديل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي مثمر . 
*
السعادة في الواقعية في التعامل وعدم المثالية في النظر إلى الأشياء . 
*
السعادة القدرة على مواجهة الضغوط والتكيف معها من خلال التحكم بالانفعالات
والأعصاب والمشاعر . 
*
السعادة في العلم النافع والعمل الصالح . 
*
السعادة في ترك الغل والحسد والنظر إلى ما في أيدي الآخرين . 
*
السعادة في ذكر الله وشكره وحسن عبادته . 
*
السعادة في الفوز بالجنة والنجاة من النار ، والتمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم ،
قال تعالى : ﴿ * وَأَمَّا الَّذِينَ
سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ
وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾  [هود:108 ]([1]) . 
كلمات في السعادة
* السعيد منْ وُعِظ
بغيره .. والشقي من اتعظ به غيره . 
* قوام السعادة في
الفضيلة . 
* السعادة في أن تحب
ما تعمل ، لا أن تعمل ما تحب . 
* السعيد من اعتبر
بأمسه ، واستظهر لنفسه ، والشقي من جمع لغيره ، وبخل على نفسه بخيره . 
* السعيد هو المستفيد
من ماضيه ، المتحمس لحاضره ، المتفائل بمستقبله . 
* سعادة الإنسان في
حفظ اللسان . 
* لا سبيل إلى
السعادة في الحياة إلا إذا عاش الإنسان فيها حرّاً طليقاً من قيود الشهود وأسر
الغرائز والهوى . 
* شديد حبّك للطاعة ،
وإقبال قلبك على مولاك ، وحضورك في العبادة دليل على سبق السعادة . 
* السعادة لا تشترى
بالمال ولكنها تباع به . 
* الإقبال على الله
تعالى ، والإنابة إليه، والرضا به وعنه ، وامتلاء القلب من محبته، واللهج بذكره ،
والفرح والسرور بمعرفته ، ثواب عاجل وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه ألبتة . 
* أكثر الناس يظنون
السعادة فيما يتم به شقاؤهم . 
* بين الشقاء
والسعادة تذكر عواقب الأمور . 
 عنوان السعادة
* ذكر الإمام ابن
القيم أن عنوان سعادة العبد ثلاثة أمور هي : 
1- إذا أنعم عليه شكر
.                              2- إذا
ابتلي صبر . 
3- إذا أذنب استغفر .
قال : (( فإن هذه
الأمور الثلاثة هي عنوان سعادة العبد وعلامة فلاحه في دنياه وأخراه ، لا ينفك عبد
عنها أبداً )) . 
فوائد السعادة([2])
1.  السعادة تمنح الإنسان
راحة نفسية وقبولاً ذاتياً ..
2.  السعادة تدخل على
الأسرة السرور والروح والهدوء . 
3.  السعادة تربي الأولاد
على طبيعة الحياة الإيجابية . 
4.  السعادة تساعد
الإنسان على الاهتمام بالأهداف السامية بدلاً من الانشغال بالنفس والجسد . 
5.  السعادة تمنح الجسد انسجامية
رائعة ، مما يجعل أجهزة الجسد المتنوعة تعمل بكفاءة . 
6.  السعادة تعطي الشخص
الفرصة لأن يكون مبدعاً ومخترعاً . 
7.  السعادة تضعفي على
المجتمع الفرحة فينسجم وينتج . 
الخطوات العملية لتحقيق السعادة 
كيف تكون سعيداً ؟ 
يستطيع كل إنسان أن
يصنع سعادته إذا التزم بقوانين السعادة وطبَّق خطواتها ، وتكون قوة سعادته بحسب
التزامه بتلك القوانين ، وضعفها بحسب تفريط فيها . 
* أما خطوات السعادة
التي تشكل قوانينها فقد تضمنتها النقاط التالية : 
 1- آمن بالله تعالى : 
فلا سعادة بغير
الإيمان بالله تعالى ؛ بل إن السعادة تزداد وتضعف بحسب هذا الإيمان ، فكلما كان
الإيمان قوياً كانت السعادة أعظم ، وكلما ضعف الإيمان ؛ ازداد القلق والاكتئاب
والتفكير السلبي مما يؤدي إلى مرارة العيش أو التعاسة في الحياة . 
2- آمن بقدرة الله
القاهرة : 
فمن استشعر هذه
القدرة الإلهية العظيمة التي لا حدود لها ، لم تسيطر عليه الأوهام ، ولم ترهبه
المشكلات ؛ لأن له ركناً وثيقاً إليه عند حدوث المحن ومدلهمًَّات الأمور . 
3- آمن بقضاء الله
وقدره : 
فالإيمان بالقضاء
والقدر يبعث على الرضا القلبي والراحة النفسية والسكينة ، ولذلك يقول النبي صلى
الله عليه وسلم : (( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابته سرّاء شكر
فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له )) [ رواه مسلم ] . 
ما أروع هذا الحديث ،
وما أعظم دلالاته على السعادة الحقيقية .. الإيمان بالقضاء والقدر هو سبيل السعادة
: 
* الصبر على البلاء .
* الشكر على النعماء
.
* ترك الاعتراض
والتسخط على شيء من الأقدار .. 
كل ذلك يؤدي إلى
الراحة والطمأنينة والسعادة . 
4- ليكن السعداء
قدوتك في الحياة : 
وأعني بالسعداء الذين
قدَّموا للبشرية خدمات جليلة مع اتصافهم بالإيمان بالله تعالى ، وأول هؤلاء هو
محمد بن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالسعادة كل السعادة في اتباع
سبيله ، والشقاء كل الشقاء في مفارقة هُداه وترك سُنته .
5- تخلص من القلق
النفسي : 
* القلق يؤدي إلى
الحزن والاكتئاب . 
* القلق يؤدي إلى
الفشل في الحياة .
* القلق يؤدي إلى
الجنون . 
* القلق يؤدي إلى الأمراض
الخطيرة . 
* حاول اكتشاف أسباب
القلق لديك ، ثم عالج كل سبب على حدة . 
* ناقش نفسك ومن حولك
بهدوء ولا تلجأ إلى الانفعال . 
* استثمر قلقك في
التفوق الدائم والسعي نحو الأهداف النبيلة . 
* ليكن قلقك فعالاً
في العلاج مشكلاتك . 
* كن بسيطاً ولا تلجأ
إلى تعقيد الأمور . 
6- اعرف طبيعة الحياة
: 
  لابدّ في الحياة من كدر ، ولابدّ من منغّصات ،
ولابدَّ فيها من توتر وابتلاء ، فهذه الأمور من حكم الله سبحانه في الخلق ، لينظر
أيُّنا أحسن عملاً ، فالواجب أن نعرف طبيعة الحياة ، ونتقبلها على ما هي عليه ،
ولا يمنع ذلك من دفع الأقدار بالأقدار ، ومقاومة المكاره بما يذهبها ، فإن معرفة
طبيعة الحياة لا يعني سيطرة روح اليأس ، بل عكس ذلك هو الصحيح. 
7- غير عاداتك السلبية
إلى أخرى إيجابية : 
يقول الدكتور أحمد
البراء الأميري : (( إن اكتساب عادة عقلية ( ذهنية أو نفسية ) جديدة ليس أمراً
صعباً ، فهو يتطلب (21) يوماً . في هذه الأيام الإحدى والعشرين علينا أن:
1- نفكّر .                            2- ونتحدّث . 
 3- ونتصرف وفق ما تمليه علينا العادة الجديدة
المطلوبة . 
4- وأن نتصور ونتخيّل
بوضوح تام كيف نريد أن نكون . 
إذا فكَّرت بنفسك وكأنك
صرت بالشكل المطلوب ، فإن هذا التصور يتحول إلى حقيقة بالتدريج ، وإلى هذا يشير
المثل القائل: الحلم بالتحلم ، والعلم بالتعلم. [دروس نفسية للنجاح والتفوق ] . 
8- سعادتك في أهدافك :
إن سبب شقاء كثير من
الناس هو عدم وجود أهداف يسعون إلى تحقيقها ، وقد تكون لهم أهداف ولكنها ليست
نبيلة أو سامية ، ولذلك فإنهم لا يشعرون بالسعادة في تحقيقها ، أما الذي يحقق
السعادة فهو الهدف النبيل ، والغاية السامية . 
إن الأهداف العظيمة
تتيح للفرد أن يتجاوز العقبات التي تعترض طريقه ، ويستطيع من خلال ذلك أن ينتج في
وقت قصير ما ينتجه غيره في وقت كبير جداً ، فالمرء بلا هدف إنسان ضائع . فهل نتصور
قائد طائرة يقلع وليس عنده مكان يريد الوصول إليه ، ولا خارطة توصله إلى ذلك
المكان ؟ ربما ينفذ وقوده ، وتهوى طائرته وهو يفكر إلى أين سيذهب ، وأين المخطط
الذي يوصله إلى وجهته ! [ دروس نفسية ] .
9- خفف آلامك : 
 لاشكَّ أن الإنسان معرَّض للنكبات والمصائب ،
ولكنه لا ينبغي أن يتصور أن ذلك هو نهاية الحياة ، وأنه الوحيد الذي ابتلي بتلك
المصائب ؛ بل عليه أن يخففها ويهونها على نفسه عن طريق : 
أ- تصور كون المصيبة أكبر مما كانت عليه وأسوأ
عاقبة . 
ب- تأمل حال منْ مصيبته أعظم وأشدّ . 
جـ - انظر ما أنت فيه من نعم وخير حُرم منه الكثيرون
. 
د- لا تستسلم للإحباط الذي قد يصحب المصيبة [ أنواع الحزن للدكتور محمد الصغير ] .
 10- لا تنتظر الأخبار السيئة : 
 إذا
فكرت باستمرار في البؤس ، فإن خوفك يعمل بشكل مساوٍ لرغبتك ، ويجذب إليك المصيبة ،
وتصبح أسباب هذه المصيبة قريبة منك بسبب خوفك وتشاؤمك . ومن الطبيعي أن يشتد قلقك
فيستدعي مصيبة جديدة ، وهكذا تدور في حلقة مفرغة من التفكير السلبي بالمصائب وتوقع
الأخبار السيئة . 
* إنك عندما تُذكِّر نفسك بأن الحياة قصيرة
، وأن الأمور تتغير بسرعة فوف تجد قدراً كبيراً من النور في حياتك . 
11- انظر حولك : 
إذا نظرت في نفسك فوف تجد أشياء كثيرة تستحق
الامتنان ، وكذلك إذا نظرت في الأشياء المحيطة بك . 
إننا جميعاً معتادون على أن لنا بيتاً نأوي
إليه ، وعملاً نزاوله ، وأسرة تحيط بنا ، ولذلك لا نشعر في الغالب بالسعادة تجاهها
، ولكننا إذا تذكرنا زوال هذه الأشياء وحرماننا منها ؛ فإن ذلك قد يكون سبباً
للشعور بالسعادة بها . 
12- لا تجعل الأشياء
العادية تكدر عليك حياتك : 
بعض الناس يتكدرون من حدوث أشياء بسيطة تحدث
كل يوم ولا تستحق كل هذا العناء ، فينتابهم التوتر والحزن الشديد بسبب كوب كُسر أو
جهاز تعطل ، أو ثوب تمزَّق أو غير ذلك من الأشياء العادية ، والواجب أن يتقبل
الإنسان هذه الأمور العادية ولا يجعلها تصيبه بالإحباط أو تكدير الحال . 
13- اعلم أن السعادة
في ذاتك فلماذا تسافر في طلبها : 
كلّ إنسان يملك قوى السعادة وقوانينها ،
ولكن أغلب الناس لا يرون ذلك ؛ لأنهم لا ينظرون إلى أنفسهم ، بل ينظرون إلى
الآخرين . 
حكاية حقل الألماس
هي حكاية مشهورة عن مزارع ناجح عمل في
مزرعته بجدّ ونشاط إلى أن تقدم به العمر ، وذات يوم سمع هذا المزارع أن بعض الناس
يسافرون بحثاً عن الألماس ، والذي يجده منهم يصبح غنياً جداً ، فتحمس للفكرة ،
وباع حقله وانطلق باحثاً عن الألماس . 
ظلَّ الرجل ثلاثة عشر عاماً يبحث عن الألماس
فلم يجد شيئاً حتى أدركه اليأس ولم يحقق حلمه ، فما كان منه إلا أن ألقى نفسه في
البحر ليكون طعاماً للأسماك . 
غير أن المزارع الجديد الذي كان قد اشترى
حقل صاحبنا، بينما كان يعمل في الحقل وجد شيئاً يلمع، ولما التقطه فإذا هو قطعة
صغيرة من الألماس ، فتحمس وبدأ يحفر وينقب بجدٍّ واجتهاد ، فوجد ثانية وثالثة، ويا
للمفاجأة! فقد كان تحت هذا الحقل منجم ألماس..
ومغزى هذه القصة أن السعادة قد تكون قريبة
منك ، ومع ذلك فأنت لا تراها ، وتذهب تبحث عنها بعيداً بعيداً . 
14- كن كالنحلة في
نفع غيرك : 
   أن
السعداء هم أخلق الناس بنفع الناس ، فالشخص الذي افتقد السعادة يجد الرضا دائماً
في إشعار غيره من الناس بأنهم تعساء . أما الرجل السعيد المستمتع بحياته فتزداد
متعته كلما شاركه فيها الناس ، وسواء كان سبب سرورك خبراً ساراً أو مشهداً طبيعياً
خلاباً ، فإن سرورك لا يكتمل حتى تنقل هذا الخبر لغيرك من الناس ، أو تصحب غيرك
ليتأمل معك المشهد الخلاب . 
15- ثق بقدرتك على
التخلص من المشاكل : 
إن أفكارنا هي التي
تلد كل شيء ، وليس للحوادث من أهمية إلا في الحدود التي نسمح لها أن تغرس فينا
أفكاراً سلبية مدمرة ، فثق بقدرتك . 
إن الناجحين يحتفظون
في الأزمات والصعوبات بأمل زاهر لا يتزعزع ، وهذا الأمل هو سبب معاودة النجاح . 
تخيَّل عالمك الداخلي
كحقل تنبت فيه كل فكرة من أفكارك . راقب العواطف والأفكار التي تعتلج في نفسك
وتساءل : ما هي الثمرة التي تعطيها هذه الفكرة ؟ فإذا كانت الثمار من النوع الذي
لا تريد اقتطافه فما عليك إلا أن تنتزع البذرة الصغيرة دون خوف ، وتضع مكانها بذرة
صالحة . 
16- تغلب على الخوف
السلبي : 
 إن الهواجس والإخفاق والشقاء والأمراض تولد
غالباً من الخوف ، وإذا أردت السلامة والنجاح والسعادة والصحة ؛ فيجب عليك أن
تكافح الخوف وتكون كمن حكى الله تعالى عنهم في قوله : ﴿ الَّذِينَ قَالَ
لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ
إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا
بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ
اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ [آل عمران:173- 174] .
17- لا تعتقد أن مرضك
مزمن ، وأن آلامك لا تنقطع أبداً ، فما من شيء يبقى في هذا العالم دون تجدد . إنك
تستطيع بقدرة تفكيرك المبدع أن تتجدد وتحيا حياة جديدة . 
18- لا تكن بائساً : 
إذا اتفق الناس من
حولك على أنك تحمل بلادة جدك مثلاً ، وأنك لن تنجح في الحياة ، ولن تكون محبوباً
فارفض هذا الزعم بشدة ، واحذر من ثقل ماضٍ ليس هو ماضيك ، واغرس في نفسك الصفات
المعاكسة للعيوب التي يريدون إرهاقك بها . 
19- عليك أن توقف كل
تفكير سلبي ، وكلَّ
تأكيٍدٍ لبؤسك الحالي . أنكر الملموس وأكد الأمل ، والنجاح ، والصحة ، والسرور ،
إنها هناك وراء الباب الذي أغلقه رفضك الإيمان بها ، وهي لا تنتظر سوى ندائك لتظهر
نفسها . 
20- احذر من تفكيرك
أو كلامك ، فهو يحميك أو يعرضك للخطر : 
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل
ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله له بها
رضوانه إلى يوم القيامة ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن
تبلغ ما بلغت ، فيكتبُ الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة )) [ رواه أحمد والترمذي والنسائي وصححه
الألباني ] . 
جعلنا الله وإياكم من
سعداء الدنيا والآخرة وصلَّى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين . 
*                       *                    *
