Pages

Thursday, December 27, 2012

قانون الجذب


قال صلى الله عليه وسلم حاكيا عن ربه: (أنا عند ظن عبدي بي, فليظن بي ما شاء) .

 كلنا نعلم ماحدث من ضجة كبيرة حول كتاب (السر) الذي يتحدث عن قانون الجذب وهو أنك حين تريد شيء وتفكر فيه كثيرا وتضعه نصب عينيك مع إقناعك لنفسك من الداخل أنك ستحققه فإن الكون بأكمله يستجيب لرغباتك و يحدث ماتتمناه و تصبح سعيدا . ما لا تعرفه الكاتبة –روندا بايرن- في كتابها هي أننا كمسلمين نطبق هذا القانون طوال حياتنا ولقد طبقه الرسول الكريم والصحابة الكرام من قبل . فنحن لدينا وعد من الله جل وعلا بأنه من يحسن الظن به سيجده ومن يسيئ الظن فله ماظن . نحن نعلم ونقر أن الله عزوجل معنا دوما في كل نفس وكل حركة ونعلم إطلاعه علينا في كل الأوقات . لا يوجد شيء على وجه البسيطة إلا وربك قادر على إعطائك إياه على شرط أن توقن ذلك وتؤمن به من الأعماق . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي . فالإيقان بالإجابة هو من أهم شروط الدعاء .والمولى جل وعلا قريبا منا ويسمعنا ويعلم نجوانا قال تعالى:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }( البقرة 186) ، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم . إذن الصياغة الحقيقية لقانون الجذب الاسلامي هي أنك أيها الإنسان إذا أردت الحصول على أي شيء فأطلبه من المولى عزوجل بالدعاء مع الإيقان بالإجابة والتوكل على الله و وستجد الله دوما معك في كل خطوة تخطيها نحو ماتريد .لدينا كل مانحتاجه لتحقيق قانون الجذب الاسلامي فكل ماعلينا هو الدعاء وتحري أوقات الإجابة. إن الدعاء مع الإيقان سيغير حياتك بأكملها ثق بذلك وجربه وسترى بإذن الله .
 

Monday, July 9, 2012

دليلك إلى السعادة النفسية ...إعداد القسم العلمي بمدار الوطن



دليلك إلى  السعادة النفسية

من إعداد
القسم العلمي بمدار الوطن


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
هل أنت سعيد ؟
سؤال ينبغي أن تطرحه على نفسك .
* قد تكون ذا ثروة هائلة ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في المال .
* قد تكون ذا شهرة كبيرة ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في الشهرة .
* قد تكون ذا علاقات اجتماعية رائعة ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في تكوين العلاقات .
* قد تكون ذا أسرة تحبهم ويحبونك ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في الأسرة.
* قد تكون ذا أسفار وتجوال بين البلدان ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في الأسفار .
* قد تكون ذا منصب مرموق ومكانة اجتماعية رفيعة ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في المنصب والمكانة .
* قد تكون كثير الضحك والمزاح ولا تكون سعيداً ... إذن السعاة ليست في ذلك ..
ما السعادة إذن .. وكيف أحققها ؟
* السعادة شيء نفسي عندما نقوم بعمل نبيل ..
* السعادة قوة داخلية تشيع في النفس سكينة وطمأنينة .
* السعادة مدد إلهي يضفي على النفس بهجة وأريحية .
* السعادة صفاء قلبي ونقاء وجداني وجمال روحاني .
* السعادة هبة ربانية ، ومنحة إلهية ، يهبها الله من يشاء من عباده جزاء لهم على أعمال جليلة قاموا بها ...
* السعادة شعور عميق بالرضا والقناعة .
* السعادة ليست سلعة معروضة في الأسواق تباع وتشترى ، فيشتريها الأغنياء ، ويُحرم منها الفقراء .. ولكنها سلعة ربانية تبذل فيها النفوس والمُنهج لتحصيلها والظفر بها .
* السعادة راحة نفسية .
* السعادة في أن تدخل السرور على قلوب الآخرين ، وترسم البسمة على وجوههم ، وتشعر بالارتياح عند تقديم العون لهم وتستمتع باللذة عند الإحسان إليهم .
* السعادة في تعديل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي مثمر .
* السعادة في الواقعية في التعامل وعدم المثالية في النظر إلى الأشياء .
* السعادة القدرة على مواجهة الضغوط والتكيف معها من خلال التحكم بالانفعالات والأعصاب والمشاعر .
* السعادة في العلم النافع والعمل الصالح .
* السعادة في ترك الغل والحسد والنظر إلى ما في أيدي الآخرين .
* السعادة في ذكر الله وشكره وحسن عبادته .
* السعادة في الفوز بالجنة والنجاة من النار ، والتمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم ، قال تعالى : ﴿ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾  [هود:108 ]([1]) .
كلمات في السعادة
* السعيد منْ وُعِظ بغيره .. والشقي من اتعظ به غيره .
* قوام السعادة في الفضيلة .
* السعادة في أن تحب ما تعمل ، لا أن تعمل ما تحب .
* السعيد من اعتبر بأمسه ، واستظهر لنفسه ، والشقي من جمع لغيره ، وبخل على نفسه بخيره .
* السعيد هو المستفيد من ماضيه ، المتحمس لحاضره ، المتفائل بمستقبله .
* سعادة الإنسان في حفظ اللسان .
* لا سبيل إلى السعادة في الحياة إلا إذا عاش الإنسان فيها حرّاً طليقاً من قيود الشهود وأسر الغرائز والهوى .
* شديد حبّك للطاعة ، وإقبال قلبك على مولاك ، وحضورك في العبادة دليل على سبق السعادة .
* السعادة لا تشترى بالمال ولكنها تباع به .
* الإقبال على الله تعالى ، والإنابة إليه، والرضا به وعنه ، وامتلاء القلب من محبته، واللهج بذكره ، والفرح والسرور بمعرفته ، ثواب عاجل وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه ألبتة .
* أكثر الناس يظنون السعادة فيما يتم به شقاؤهم .
* بين الشقاء والسعادة تذكر عواقب الأمور .
 عنوان السعادة
* ذكر الإمام ابن القيم أن عنوان سعادة العبد ثلاثة أمور هي :
1- إذا أنعم عليه شكر .                              2- إذا ابتلي صبر .
3- إذا أذنب استغفر .
قال : (( فإن هذه الأمور الثلاثة هي عنوان سعادة العبد وعلامة فلاحه في دنياه وأخراه ، لا ينفك عبد عنها أبداً )) .
فوائد السعادة([2])
1.  السعادة تمنح الإنسان راحة نفسية وقبولاً ذاتياً ..
2.  السعادة تدخل على الأسرة السرور والروح والهدوء .
3.  السعادة تربي الأولاد على طبيعة الحياة الإيجابية .
4.  السعادة تساعد الإنسان على الاهتمام بالأهداف السامية بدلاً من الانشغال بالنفس والجسد .
5.  السعادة تمنح الجسد انسجامية رائعة ، مما يجعل أجهزة الجسد المتنوعة تعمل بكفاءة .
6.  السعادة تعطي الشخص الفرصة لأن يكون مبدعاً ومخترعاً .
7.  السعادة تضعفي على المجتمع الفرحة فينسجم وينتج .
الخطوات العملية لتحقيق السعادة
كيف تكون سعيداً ؟
يستطيع كل إنسان أن يصنع سعادته إذا التزم بقوانين السعادة وطبَّق خطواتها ، وتكون قوة سعادته بحسب التزامه بتلك القوانين ، وضعفها بحسب تفريط فيها .
* أما خطوات السعادة التي تشكل قوانينها فقد تضمنتها النقاط التالية :
 1- آمن بالله تعالى :
فلا سعادة بغير الإيمان بالله تعالى ؛ بل إن السعادة تزداد وتضعف بحسب هذا الإيمان ، فكلما كان الإيمان قوياً كانت السعادة أعظم ، وكلما ضعف الإيمان ؛ ازداد القلق والاكتئاب والتفكير السلبي مما يؤدي إلى مرارة العيش أو التعاسة في الحياة .
2- آمن بقدرة الله القاهرة :
فمن استشعر هذه القدرة الإلهية العظيمة التي لا حدود لها ، لم تسيطر عليه الأوهام ، ولم ترهبه المشكلات ؛ لأن له ركناً وثيقاً إليه عند حدوث المحن ومدلهمًَّات الأمور .
3- آمن بقضاء الله وقدره :
فالإيمان بالقضاء والقدر يبعث على الرضا القلبي والراحة النفسية والسكينة ، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له )) [ رواه مسلم ] .
ما أروع هذا الحديث ، وما أعظم دلالاته على السعادة الحقيقية .. الإيمان بالقضاء والقدر هو سبيل السعادة :
* الصبر على البلاء .
* الشكر على النعماء .
* ترك الاعتراض والتسخط على شيء من الأقدار ..
كل ذلك يؤدي إلى الراحة والطمأنينة والسعادة .
4- ليكن السعداء قدوتك في الحياة :
وأعني بالسعداء الذين قدَّموا للبشرية خدمات جليلة مع اتصافهم بالإيمان بالله تعالى ، وأول هؤلاء هو محمد بن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالسعادة كل السعادة في اتباع سبيله ، والشقاء كل الشقاء في مفارقة هُداه وترك سُنته .
5- تخلص من القلق النفسي :
* القلق يؤدي إلى الحزن والاكتئاب .
* القلق يؤدي إلى الفشل في الحياة .
* القلق يؤدي إلى الجنون .
* القلق يؤدي إلى الأمراض الخطيرة .
* حاول اكتشاف أسباب القلق لديك ، ثم عالج كل سبب على حدة .
* ناقش نفسك ومن حولك بهدوء ولا تلجأ إلى الانفعال .
* استثمر قلقك في التفوق الدائم والسعي نحو الأهداف النبيلة .
* ليكن قلقك فعالاً في العلاج مشكلاتك .
* كن بسيطاً ولا تلجأ إلى تعقيد الأمور .
6- اعرف طبيعة الحياة :
  لابدّ في الحياة من كدر ، ولابدّ من منغّصات ، ولابدَّ فيها من توتر وابتلاء ، فهذه الأمور من حكم الله سبحانه في الخلق ، لينظر أيُّنا أحسن عملاً ، فالواجب أن نعرف طبيعة الحياة ، ونتقبلها على ما هي عليه ، ولا يمنع ذلك من دفع الأقدار بالأقدار ، ومقاومة المكاره بما يذهبها ، فإن معرفة طبيعة الحياة لا يعني سيطرة روح اليأس ، بل عكس ذلك هو الصحيح.
7- غير عاداتك السلبية إلى أخرى إيجابية :
يقول الدكتور أحمد البراء الأميري : (( إن اكتساب عادة عقلية ( ذهنية أو نفسية ) جديدة ليس أمراً صعباً ، فهو يتطلب (21) يوماً . في هذه الأيام الإحدى والعشرين علينا أن:
1- نفكّر .                            2- ونتحدّث .
 3- ونتصرف وفق ما تمليه علينا العادة الجديدة المطلوبة .
4- وأن نتصور ونتخيّل بوضوح تام كيف نريد أن نكون .
إذا فكَّرت بنفسك وكأنك صرت بالشكل المطلوب ، فإن هذا التصور يتحول إلى حقيقة بالتدريج ، وإلى هذا يشير المثل القائل: الحلم بالتحلم ، والعلم بالتعلم. [دروس نفسية للنجاح والتفوق ] .
8- سعادتك في أهدافك :
إن سبب شقاء كثير من الناس هو عدم وجود أهداف يسعون إلى تحقيقها ، وقد تكون لهم أهداف ولكنها ليست نبيلة أو سامية ، ولذلك فإنهم لا يشعرون بالسعادة في تحقيقها ، أما الذي يحقق السعادة فهو الهدف النبيل ، والغاية السامية .
إن الأهداف العظيمة تتيح للفرد أن يتجاوز العقبات التي تعترض طريقه ، ويستطيع من خلال ذلك أن ينتج في وقت قصير ما ينتجه غيره في وقت كبير جداً ، فالمرء بلا هدف إنسان ضائع . فهل نتصور قائد طائرة يقلع وليس عنده مكان يريد الوصول إليه ، ولا خارطة توصله إلى ذلك المكان ؟ ربما ينفذ وقوده ، وتهوى طائرته وهو يفكر إلى أين سيذهب ، وأين المخطط الذي يوصله إلى وجهته ! [ دروس نفسية ] .
9- خفف آلامك :
 لاشكَّ أن الإنسان معرَّض للنكبات والمصائب ، ولكنه لا ينبغي أن يتصور أن ذلك هو نهاية الحياة ، وأنه الوحيد الذي ابتلي بتلك المصائب ؛ بل عليه أن يخففها ويهونها على نفسه عن طريق :
أ- تصور كون المصيبة أكبر مما كانت عليه وأسوأ عاقبة .
ب- تأمل حال منْ مصيبته أعظم وأشدّ .
جـ - انظر ما أنت فيه من نعم وخير حُرم منه الكثيرون .
د- لا تستسلم للإحباط الذي قد يصحب المصيبة [ أنواع الحزن للدكتور محمد الصغير ] .

 10- لا تنتظر الأخبار السيئة :
 إذا فكرت باستمرار في البؤس ، فإن خوفك يعمل بشكل مساوٍ لرغبتك ، ويجذب إليك المصيبة ، وتصبح أسباب هذه المصيبة قريبة منك بسبب خوفك وتشاؤمك . ومن الطبيعي أن يشتد قلقك فيستدعي مصيبة جديدة ، وهكذا تدور في حلقة مفرغة من التفكير السلبي بالمصائب وتوقع الأخبار السيئة .
* إنك عندما تُذكِّر نفسك بأن الحياة قصيرة ، وأن الأمور تتغير بسرعة فوف تجد قدراً كبيراً من النور في حياتك .
11- انظر حولك :
إذا نظرت في نفسك فوف تجد أشياء كثيرة تستحق الامتنان ، وكذلك إذا نظرت في الأشياء المحيطة بك .
إننا جميعاً معتادون على أن لنا بيتاً نأوي إليه ، وعملاً نزاوله ، وأسرة تحيط بنا ، ولذلك لا نشعر في الغالب بالسعادة تجاهها ، ولكننا إذا تذكرنا زوال هذه الأشياء وحرماننا منها ؛ فإن ذلك قد يكون سبباً للشعور بالسعادة بها .
12- لا تجعل الأشياء العادية تكدر عليك حياتك :
بعض الناس يتكدرون من حدوث أشياء بسيطة تحدث كل يوم ولا تستحق كل هذا العناء ، فينتابهم التوتر والحزن الشديد بسبب كوب كُسر أو جهاز تعطل ، أو ثوب تمزَّق أو غير ذلك من الأشياء العادية ، والواجب أن يتقبل الإنسان هذه الأمور العادية ولا يجعلها تصيبه بالإحباط أو تكدير الحال .
13- اعلم أن السعادة في ذاتك فلماذا تسافر في طلبها :
كلّ إنسان يملك قوى السعادة وقوانينها ، ولكن أغلب الناس لا يرون ذلك ؛ لأنهم لا ينظرون إلى أنفسهم ، بل ينظرون إلى الآخرين .
حكاية حقل الألماس
هي حكاية مشهورة عن مزارع ناجح عمل في مزرعته بجدّ ونشاط إلى أن تقدم به العمر ، وذات يوم سمع هذا المزارع أن بعض الناس يسافرون بحثاً عن الألماس ، والذي يجده منهم يصبح غنياً جداً ، فتحمس للفكرة ، وباع حقله وانطلق باحثاً عن الألماس .
ظلَّ الرجل ثلاثة عشر عاماً يبحث عن الألماس فلم يجد شيئاً حتى أدركه اليأس ولم يحقق حلمه ، فما كان منه إلا أن ألقى نفسه في البحر ليكون طعاماً للأسماك .
غير أن المزارع الجديد الذي كان قد اشترى حقل صاحبنا، بينما كان يعمل في الحقل وجد شيئاً يلمع، ولما التقطه فإذا هو قطعة صغيرة من الألماس ، فتحمس وبدأ يحفر وينقب بجدٍّ واجتهاد ، فوجد ثانية وثالثة، ويا للمفاجأة! فقد كان تحت هذا الحقل منجم ألماس..
ومغزى هذه القصة أن السعادة قد تكون قريبة منك ، ومع ذلك فأنت لا تراها ، وتذهب تبحث عنها بعيداً بعيداً .
14- كن كالنحلة في نفع غيرك :
   أن السعداء هم أخلق الناس بنفع الناس ، فالشخص الذي افتقد السعادة يجد الرضا دائماً في إشعار غيره من الناس بأنهم تعساء . أما الرجل السعيد المستمتع بحياته فتزداد متعته كلما شاركه فيها الناس ، وسواء كان سبب سرورك خبراً ساراً أو مشهداً طبيعياً خلاباً ، فإن سرورك لا يكتمل حتى تنقل هذا الخبر لغيرك من الناس ، أو تصحب غيرك ليتأمل معك المشهد الخلاب .
15- ثق بقدرتك على التخلص من المشاكل :
إن أفكارنا هي التي تلد كل شيء ، وليس للحوادث من أهمية إلا في الحدود التي نسمح لها أن تغرس فينا أفكاراً سلبية مدمرة ، فثق بقدرتك .
إن الناجحين يحتفظون في الأزمات والصعوبات بأمل زاهر لا يتزعزع ، وهذا الأمل هو سبب معاودة النجاح .
تخيَّل عالمك الداخلي كحقل تنبت فيه كل فكرة من أفكارك . راقب العواطف والأفكار التي تعتلج في نفسك وتساءل : ما هي الثمرة التي تعطيها هذه الفكرة ؟ فإذا كانت الثمار من النوع الذي لا تريد اقتطافه فما عليك إلا أن تنتزع البذرة الصغيرة دون خوف ، وتضع مكانها بذرة صالحة .
16- تغلب على الخوف السلبي :
 إن الهواجس والإخفاق والشقاء والأمراض تولد غالباً من الخوف ، وإذا أردت السلامة والنجاح والسعادة والصحة ؛ فيجب عليك أن تكافح الخوف وتكون كمن حكى الله تعالى عنهم في قوله : ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ [آل عمران:173- 174] .
17- لا تعتقد أن مرضك مزمن ، وأن آلامك لا تنقطع أبداً ، فما من شيء يبقى في هذا العالم دون تجدد . إنك تستطيع بقدرة تفكيرك المبدع أن تتجدد وتحيا حياة جديدة .
18- لا تكن بائساً :
إذا اتفق الناس من حولك على أنك تحمل بلادة جدك مثلاً ، وأنك لن تنجح في الحياة ، ولن تكون محبوباً فارفض هذا الزعم بشدة ، واحذر من ثقل ماضٍ ليس هو ماضيك ، واغرس في نفسك الصفات المعاكسة للعيوب التي يريدون إرهاقك بها .
19- عليك أن توقف كل تفكير سلبي ، وكلَّ تأكيٍدٍ لبؤسك الحالي . أنكر الملموس وأكد الأمل ، والنجاح ، والصحة ، والسرور ، إنها هناك وراء الباب الذي أغلقه رفضك الإيمان بها ، وهي لا تنتظر سوى ندائك لتظهر نفسها .
20- احذر من تفكيرك أو كلامك ، فهو يحميك أو يعرضك للخطر :
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتبُ الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة )) [ رواه أحمد والترمذي والنسائي وصححه الألباني ] .


جعلنا الله وإياكم من سعداء الدنيا والآخرة وصلَّى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين .
*                       *                    *




([1])   انظر : (( ضغوط الحياة )) ص (151 ) .
([2]) من كتاب (( 100 فكرة للحصول على السعادة الحقيقية )) للدكتور صلاح الراشد ص ( 21 ) .   

البرمجة الإيجابية والسلبية للذات



 البرمجة الإيجابية والسلبية للذات


ان كثير من الناس تبرمج منذ الصغر على ان يتصرف أو يتكلم أو يعتقد بطريقة سلبية ، فكبر معه حتى يصبح أسير ما يسمى "بالبرمجة السلبية "التي تحد من ونجد ان كثير من هؤلاء الناس  اكتسبوا هذه السلبية اما من الأسرة أو من المدرسة أو من الأصحاب أو من زملاء العمل أو غيرهم.
ولكن هل يمكن تغيير هذه البرمجة السلبية وتحويلها إلى برمجة إيجابية . الاجابة نـــعم.
ولكن لماذا نحتاج ذلك .؟؟؟؟ ..,
نحتاج إلى ان نبرمج أنفسنا ايجابيا لكي نكون سعداء ناجحين، نحيى حياة طبية. نحقق فيها احلامنا وأهدافنا وآمالنا وطموحاتنا فنعمر الأرض حسب ما أمرنا وخلقنا الله. وخاصة اننا مسلمون ولدينا وظيفة وغاية سامية لا بد ان نصل اليها لنحقق العبادة لله سبحانه وتعالى ونحقق الخلافة التي استخلفنا بها الله في الارض .
قبل ان نبدأ في برنامج تغير البرمجة السلبية لا بد أن نتفق على أمور وهي :
1.
لابد أن تقرر في قرارة نفسك أنك تريد التغير. فقرارك هذا هو الذي سوف ٌينير لك الطريق الى التحول من السلبية الى الإيجابية .
2.
تكرار الافعال والاقوال التي سوف تتعرف عليها , وتجعلها جزءاَ من حياتك .

الآن أول طريقة للبرمجة الايجابية هي:
التحدث الى الذات :
هل شاهدت شخصا يتحدث مع نفسه بصوت مرتفع وهو يسير ويحرك يديه ويتمتم وقد يسب ويلعن . عفوا نحن لا نريد أن نفعل مثله .
أو هل حصل وان دار جدال عنيف بينك وبين شخص ما وبعد أن ذهب عنك الشخص ، دار شريط الجدال في ذهنك مرة اخرى فأخذت تتصور الجدال مرة اخرى وأخذت تبدل الكلمات والمفردات مكان الاخرى وتقول لنفسك لماذا لم اقل كذا أو كذا ...
وهل حصل وانت تحضر محاضرة أو خطبة تحدثت الى نفسك وقلت . أنا لا أستطيع أن اخطب مثل هذا أو كيف أقف أمام كل هؤلاء الناس , أو تقول أنا مستحيل أقف أمام الناس لأخطب أو أحاضر .
ان كل تلك الاحاديث والخطابات مع النفس والذات تكسب الانسان برمجة سلبية قد تؤدي في النهاية الى افعال وخيمه .
ولحسن الحظ فانت وأنا وأي شخص في استطاعتنا التصرف تجاه التحدث مع الذات وفي استطاعتنا تغير أي برمجة سلبية لاحلال برمجة أخرى جديدة تزودنا بالقوة .
ويقول حد علماء الهندسة النفسية : " في استطاعتنا في كل لحظة تغير ماضينا ومستقبلنا وذلك باعادة برمجة حاضرنا . "
اذا من هذه اللحظة لابد ان نراقب وننتبه الى النداءات الداخلية التي تحدث بها نفسك .
وقد قيل :
راقب أفكارك لانها ستصبح أفعالا
راقب أفعالك لانها ستصبح عادات .
راقب عادتك لانها ستصبح طباعا ..
راقب طباعك لانها ستحدد مصيرك .
ومن الحقائق العلمية المثبتة في أيامنا هذه هي قوة العقل الباطن ومدى التأثير الذي يمكن أن يؤثره على حياتنا.
ان العقل الباطن لا يعقل الاشياء مثل العقل الواعي فهو ببساطة يخزن المعلومات ويقوم بتكرارها فيما بعد كلما تم استدعاوها من مكان تخزينها . فلو حدث أن رسالة تبرمجت في هذا العقل لمدة طويله ولمرات عديدة مثل أن تقول دائما في كل موقفأنا خجول أنا جخول … أنا عصبي المزاج , أو أنا لا أستطيع مزاولة الرياضة , …. وهكذا فان مثل هذه الرسائل ستترسخ وتستقر في مستوى عميق في العقل الباطن ولا يمكن تغيرها , ولكن يمكن استبدالها ببرمجة أخرى سليمة وايجابية .

وحقيقة أخرى هي أن للعقل الباطن تصرفات غريبة لابد أن ننتبه لها . فمثلا لو قلت لك هذه الجملة :" لا تفكر في حصان اسود " ,, هل يمكنك ان تقوم بذلك وتمنع عقلك من التفكير . بالطبع لا فانت غالبا قد قمت بالتفكير في شكل حصان اسود لماذا ؟ ؟ .

إن عقلك قد قام بالغاء كلمة لا واحتفظ بباقي العبارة وهي : فكر في حصان اسود . اذا هل ممكن ان نستغل مثل هذه التصرفات الغريبة للعقل .

دعونا الآن نقدم لكم خلاصة القول وندع الدكتور ابراهيم الفقي يقول لنا كما ذكره في كتابه قوة التحكم في الذات القواعد والبرنامج العملي للبرمجة الايجابية للذات :
يقول :
والآن إليك القواعد الخمس لبرمجة عقلك الباطن :
1.
يجب أن تكون رسالتك واضحة ومحددة .
2.
يجب أن تكون رسالتك إيجابية (مثل أنا قوي . أنا سليم أنا أستطيع الامتناع عن … .
3.
يجب أن تدل رسالتك على الوقت الحاضر .( مثال لاتقول أنا سوف أكون قوى بل قل أنا قوي ).
4.
يجب أن يصاحب رسالتك الإحساس القوي بمضمونها حتى يقبلها العقل الباطن ويبرمجها .
5.
يجب أن يكرر الرسالة عدة مرات إلى أن تتبرمج تماما .
والآن إليك هذه الخطة حتى يكون تحدثك مع الذات ذو قوة إيجابية :
1.
دون على الأقل خمس رسائل ذاتية سلبية كان لها تأثير عليك مثل :
2.
أنا إنسان خجول ،أنا لا أستطيع الامتناع عن التدخين ، أنا ذاكرتي ضعيفة ، أنا لا أستطيع الكلام أمام الجمهور ،أنا عصبي المزاج ، والآن مزق الورقة التي دونت عليها هذه الرسائل السلبية وألق بها بعيداً.
3.
دون خمس رسائل ذاتية إيجابية تعطيك قوة وابداً دائما بكلمة "أنا" مثل :
4. "
أنا أستطيع الامتناع عن التدخين" .. " أنا أحب التحدث ألى الناس " .. " أنا ذاكرتي قوية "…أنا إنسان ممتاز " .. أنا نشيط وأتمتع بطاقة عالية ".
5.
دون رسالتك الإيجابية في مفكرة صغيرة واحتفظ بها معك دائما .
6.
والآن خذ نفساً عميقاً ، واقرأ الرسالات واحدة تلو الأخرى إلى أن تستو عبهم .
7.
ابدأ مرة أخرى بأول رسالة ، وخذ نفساً عميقاً ، واطرد أي توتر داخل جسمك ، اقرأ الرسالة الأولى عشر مرات بإحساس قوي ، أغمض عيناك وتخيل نفسك بشكلك الجديد ثم أفتح عينيك .
8.
ابتداء من اليوم احذر ماذا تقول لنفسك ، واحذر ما الذي تقوله للآخرين واحذر ما يقول الآخرون لك ، لو لاحظت أي رسالة سلبية قم بإلغائها بأن تقول " ألغي " ، وقم باستبدالها برسالة أخرى إيجابية .
تأكد أن عندك القوة ، وأنك تستطيع أن تكون ، وتستطيع أن تملك ، وتستطيع القيام بعمل ما تريده ، وذلك بمجرد أن تحدد بالضبط ما الذي تريده وأن تتحرك في هذا الاتجاه بكل ما تملك من قوة ، وقد قال في ذلك جيم رون مؤلف كتاب " السعادة الدائمة " : " التكرار أساس المهارات " …
لذلك عليك بأن تثق فيما تقوله ، وأن تكرر دائما لنفسك الرسالات الإيجابية ، فأنت سيد عقلك وقبطان سفينتك … أنت تحكم في حياتك ، وتستطيع تحويل حياتك إلى تجربة من السعادة والصحة والنجاح بلا حدود .


وتذكر دائماً :
عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك
عش بالإيمان ، عش بالأمل
عش بالحب ، عش بالكفاح
وقدر قيمة الحياة


Friday, April 13, 2012

منظومة الناجحين





الحـمد لله الـذي ربـاني 

وأغاثني كرماً وثبت حجتي 
ثم الصلاة مع السلام لأحمد
 والآل والصحب الكرام ومن سعى 
هذي قصيدة كل شهم ناجح
 لأولي العزائم صغتها وحبكتها 
يا من أراد المجد من أطرافه
اسمع هديت نصائحي وأعمل بها
 اسمع للفظة سابقواْ أو سارعواْ
 ويقول أحمد: بادروا بل فاغتنمْ 
والمؤمن الشهم القوي أحبُ من 
احرص على النفع العظيم أتى به


منظومة الناجحين 



وأزال عن قلبي العمى وهداني

وأنا رهين الذنب والنقصانِ
خير البرايا من بني الإنسانِ
لسبيله من تابعي الإحسانِ
ذي همة كالكواكب والنوراني
تُهدى لأهل الفضل من إخواني
وسعى إلى الفردوس والرضوانِ
واحرص عليها غاية الإمكانِ
جاءت بنص الوحي في القرآنِ
خمساً رواهُ أحمد الشيباني
عبد ضعيف خائر الأركانِ
ابنُ الحسين العالم الرباني


وتعوّذ المختار من كسل ومن

هذا رسول الله قام لربه 
وهو الذي ضحَّى بكل حياته
بأبي وأمي خير من وطئ الثرى
 أثرُ الحصير بجنبه وقميصُه
شتموه بل أدموه وهو مصابر 
وضعوا السلى والشوك فوق جبينه
وتراه في صبر وعزم راسخ 
حتى حباه الله أعظمَ نصرِه
واْذكر أبا بكر وحسنَ جهادهِ 
يدعى لأبواب الجنان جميعها
 في الغار صاحبَهُ وفازَ بهجرة 
وانظر إلى الفاروق واعرف قدره
 ورسوخه في العلم بعد جهاده 
وعزوفه عن كل مغرية ولو
 وبكائه حتى تبلل خده
والثالث البر الرشيد تحيتي 
هو منفق الأموال ساعة عسرة
ولبئر رومة قصة محفوظة
واذكر أبا حسن وبجِّل قدره
وهو الذي ذبح الطغاة بسيفه 
إذ بيته كوخ ومفرشه الحصى
 وأُبيُّ في حفظ المثاني آية معلومة
وأبو هريرة جد في طلب العلى
في الحفظ أصبح آية معلومة
 أما ابنُ عباسٍ فأخبر أنه 
بل كان ينتظر الصحابة في الضحى
 من أجل نيل العلم حتى حازه 
حي العبادلةَ الكرامَ وجهدَهم 
للعلم سافر جابر من طيبة
وابن المسيب للحديث محصلُ 
ولمالك صبر الرجال لنيله
 ومشى ابن حنبل جامعاً لحديثه
 جذ الحصاد بأجرة وتمزقت 
وطوى الإمام الشافعي منازلاً
وتألق الثوري في زهد وفي
والأصمعي طوى القفار جميعها
 وأقام دهراً سيبويه منقحاً
حتى روى ذاك الكتاب وإنه 
برع الكسائي باجتهاد دائم 
وتفرد الزهري بالسنن التي
وابن المعين إمام كل معدل
 أهدى الخليل النجمَ نومَ عيونه
 وأقام من علم العروض عجائباً
وروى ابن حبان حديث شيوخه
همم لو أن الدهر يحمل بعضه
 هذا ابن عبد البر في تمهيده
وكذا ابن حزم المعي زمانه 
والظاهري هو النهاية في العلا
أما ابن تيميةٍ فأعظمُ قصة 
أنفاسه في العلم حتى حدثوا
 في اليوم يكتب عشر كراس كذا
وله المواقف في الجهاد فسل بها 
هذا البخاري أنفق الأوقات في
 ولربما ترك الفراش بليلة
 قلبي على أهل الحديث وحزبهم
 كم فيهمُ من باذل لرقاده
ومشتت العزمات لا يلوي إلى 
ألِفَ النَّوى حتى كان رحيله 
يا دمع أسعفني على ذكراهمُ
ذرعوا البلاد وخلفوا أوطانهم
 جاعوا فما شبعوا وكل مرادهم 
واذكر أبا اسحق من شيراز في 
مائة من المرات كرر درسه 
ويكرر التنظير ألفاً صابراً
ومحمد بن جرير في تاريخه
 تفسيره من حفظه فاْعجبْ له 
واعرف جلال القدر لابن خزيمة 
وأبو الفداء ابن العقيل الحنبلي
وله الفنون يكون ألف مجلد 
بل كان أكل الكعك دون الخبز من
وانظر إلى المزني كرر دهره
خمس مئات وهو فيها دائب
 أما ابن جوزي الجليل فإنه 
جمع العلوم وجد في تحصيلها
 لا تنس حافظ عصره في مصره
شرح البخاري خير شرح كامل 
سلم على الذهبي وانظر جده
وله مع النبلاء تاريخٌ له
هذا النواويْ مات قبل مشيبه
هجر الكرى للعلم وهو مثابر
فأجاد في تأليفه حتى غدا
 هذا السيوطي فاق في تصنيفه
وعلى ابن خلدون تحية شاعر
 لما نفوه أتى بتاريخ له 
أما ابن سينا فهو صاحب همة
 حتى على ظهر البعير تراه في
وانظر إلى الرازي في تاريخه
 والقيم الجوزي وابن دقيقهم
والعالم النحرير صاحب همة
الكل في جلد على تحصيله
وأراك في نوم عميق لاهياً 
قضيَّت عمرك في اللذائذ سادراً
فأطرح أماني اللهو واصعد واثباً
 شمِّر وواصل للمعالي دائباً
واحفظ زمانك واحترس من فوته
وانظر إلى القمري أصبح غادياً 
والنمل ما عرف النكوص ولم يزل
 والنحل مص رحيقه من زهرة 
والسهم لولا وثبه من قوسه 
السيل لولا زحفه بتدفق
 والليث لما هاج عفَّر بالردى 
والذئب لما هاج في أوطانه 
والشمس لو بقيت لمل مقامها 
والريح لو سكنت لما أهدت لنا 
والبدر لو لزم المقام ببرجه 
حتى الذباب له طنين زائد 
لولا اشتعال النار فيما جاورت
 والعود لو لزم المقام بأرضه
در البحور على النحور لأنه
 وجواهر التاج المرصع لم يكن 
فاكتب لنفسك أنت تاريخاً ولا
فالورد من بصل وزهر الروض من
وبلال عبد وهو فينا سيد
وعطاء مولى والصقليُّ الذي
ما ضرهم أن فاتهم نسب العلا
 كم فاشل في عمره من أسرة 
لم يغنه نسب ولو آباؤه
واذكر أبا لهب أليس جدوده
 لكنَّ نفس النذل لم تصعد به 
لا تأنف العمل المباح فإنه
يغنيك عن فَسْلِ بَخِيْلٍ فاجر
 حَمْلُ الصخورِ أخفُّ من حمل الأذى
 قم فأطلب الأرزاق من أبوابها 
بكِّرْ لكسب القوت وأحرص أن تكن 
ودع التكبر فالحلال عبادة
 أو كنت تبني حائطاً وتجذ من 
يكفيك في شرف المقام بمهنة
داود حداد ويوسف تاجر 
والخضر طاف الأرض يعبد ربه 
أو ما ترى الفراء وهو مبجل 
وانظر إلى الزجَّاج وهو إمامنا
وكذا ابن زيات الوزير محمد
 وأبو حنيفة كان بزازاً وذا 
وأعوذ بالله الكريم إلهنا 
أو باطل أو عاطل أو فارغ
جلسوا مع الأشرار في أوهامهم 
بل قال وليم جمس إن فراغنا
 وانظر نيوتن عبقري زمانه
 حتى أتى بعجائب وغرائب 
واذكر انشتاين يعقد نسبة 
وكذا أبو إسحق من نيرون في 
وأذكر لنا أدسون يوم صراعه 
عشر من الآلاف جرَّب فكره 
واْعجب للنكولن من رئيس بارع
 قد كان يقرأ فوق ظهر حصانه
 وغدا تشرشل وهو رهن فراشه 
هذا وهم لا يطلبون الأجر من 
لكنهم أنفوا فوات زمانهم 
ملؤوا المكان صناعة وزراعة 
وصلوا إلى المريخ حتى أنزلوا 
واعجب معي من ثورة هدارة
وبني قومي في سبات منامهم 
خف الحديث لهم فأصبح همهم
واطلب بجدك كل علم نافع 
قيد وذاكر واستفد واكتب ولا
لو كنت تعلم ما النتائج لم تنم 
أتقن إذا ما رمت شغلاً إنه
لا تتركنْ أمراً يحل بيومه
إن الأهم على المهم مقدم 
وعليم بالترتيب واحرص أن ترى
 في هيئة مقبولة ورزانة 
عش في حدود اليوم واترك ما مضى
واحذر فراغك فهو لص جاثم
إن الفراغ خديعة لعقولنا
 واقصد إلى عمل تجيد أداءه
 وعليك بالتنويع في الأعمال والأ
فالقلب ذو ملل وخير أن ترى
 وإذا النجوم تسابقت وتنزلت
 فاختر أشد نجومها نوراً ولا 
فالليث لا يأكل فريسة غيره
والبرق لما أن علا في جوه 
والغيم لما اختار عز محلّه 
ركب الملوك الخيل لما هملجت
 وانظر إلى الذهب المرصع صابراً 
قد صار أغلى من رموش عيوننا
 قالوا لطير الحش مالك ساقط
 ولثعلب قالوا له أَوَمَا ترى 
فأجاب ليث الغاب عِيسٌ أكله
والسيف لما صار أمضى مضرباً 
أتريد سكنى جنة وتنام عن
أتريد أن تحظى بمنزل ماجد 
أتريد رفقة أحمد وصحابه 
كلا لقد كَذَبَتْك نفسك إنما 
المجد أقسم ألا أساق لفاشل
 أما العلا فابت محبة خامل
 وأبى النجاح دخول كل مقصر 
من غاص في قاع البحار أتى لنا
 وأخو الخمول مخدر في بيته 
أرني سواعدك القوية أنتشي
 فلرؤية العلماء والعمال والـ
أشهى إليّ من الفنون جميعها 
ولمطرقُ الحدَّادِ أبهى منظراً
 هاتوا طبيباً واحداً متألقاً
 وخذوا صفوف العابثين جميعهم 
لو أن أهل الغرب كانوا مثلنا
ما سيَّروا طيارة وسفينة 
أسفاً على قومي وهم أحفاد من
 كنَّا بحاراً في البحار وربما
مََنْ غيرُنا كشفَ الظلامَ ولم نكن 
وبالليل رهبان وعند لقائنا
حتى تركنا المجد يهتف صارخاً
يا ألف أغنية تخدر جيلنا 
هب لي دماغاً زاكياً لأري به
 وخذ الألوف إليك من أوطان
 رفعوا لنا الأسعار في تعدادهم 
عدد الحصى والرمل في تعدادهم
 نستورد المصنوع والمزروع والـ
القدر من روما وصحن طعامنا
 والثوب من أثينا وختم شماغنا 
ونقول نحن أجل من وطأ الثرى
 هل كوكب الشرق استردت قدسنا 


عجز رواه عندنا الشيخانِ

فتفطرت لقيامه القدمانِ
من أجل دين الواحد الديانِ
وتهللَّت لقدومه الثقلانِ
صوفٌ وتحت حزامه حجران
في همة ما كان بالمتوانِ
بل من أذاهم ضاق بالأوطانِ 
أقوى على الأبصار من ثهلانِ
فاق الخليقةَ أنسَهم والجانِ
وثباته في السر والإعلانِ
من كثرة الأفضال والإحسانِ
حتى أتى في الوحي ذكر الثاني
في قوة الإخلاص والإيمانِ
في كل موقعة مع العدناني
جاءت إليه بزينة الألوانِ
وصموده في حومة الميدانِ
تسعى بما يشفي إلى عثمانِ
متهجداً في الليل بالقرآنِ
وله ببنتي أحمد نورانِ
خير الشيوخ وقدوة الشبانِ
في بدر والأحزاب يوم الشأنِ
مركوبه في عمره نعلانِ
ومعاذ ذو عزم بغير توانِ
والجوع يصرعه على الجدرانِ
لا تعتريه بوادر النسيانِ
بلغ المدى في الصبر والإمعانِ
والشمس تصهره بحر دانِ
لسفينة الآثار كالربانِ
في ضبط آثار وفهم قُرانِ
شهراً لمصرَ بهمة الشجعانِ
يبقى ثلاثاً ليس بالوسنانِ
أعلى المراتب عند أهل الشأنِ
حتى أتى لإمامها الصنعاني
بالمشي نعل الماجد الشيباني
من أجل بعض مسائل النعمانِ
ورع وفي علم وفي عرفانِ
لمراد آداب وحسن بيانِ
لعلومه في الحضر والبدوانِ
أصل الأصول لنحو خير لسانِ
هو واحد القراء للفرقانِ
سارت مسير الشمس في البلدانِ
علم الرواة وماله من ثانِ
والعين سفر ظاهر البرهانِ
ما كان في خلد ولا حسبانِ
ألفين من شيخ ومن شبانِ
لوجدته بالعزم في رجفانِ
أفنى ثلاثيناً من الأزمانِ
قد حل في العلياء أيَّ مكانِ
بل قدوة لنوابغ الأزمانِ
في الجمع والتحقيق والإتقانِ
عن عزمه قاصي الملا والداني
تعليمه في همة وتفانِ
أهل النقول وحافظي البلدانِ
جمع الحديث وسنة العدناني
متذكراً ما غاب بالنسيانِ
هم صفوة الأخيار كل زمانِ
من أجل قول رسول ذي الفرقانِ
أهل ولا صحب ولا جيرانِ
للبين رحلته إلى الأوطانِ
واهجر قفا نبكي لكل جبانِ
قطعوا القفار بصحبة السرحانِ
عن سعد عن عمار عن سلمانِ
فقه وتأصيل وحسن بيانِ
من قبل شرح فيه للإخوانِ
مع أنه في الزهد شيء ثانِ
أملاه من ذهن بلا نسيانِ
يا همة تسمو على كيوانِ
صافي القريحة فائق الأقرانِ
حفاظ أنفاس ورب معانِ
من غير ما أملاه في الديوانِ
عاداته حفظاً لذي الأزمانِ
سفر الرسالة نسخة الرباني
من غير ما ملل ولا نكرانِ
قد صاغ ألف مؤلف ببنانِ
حتى دعوه بواعظ البلدانِ
ذا الفتح والتهذيب والميزانِ
لا هجرة من بعد فتح ثانِ
إذ بز حفظاً سائر الأقرانِ
وتذكر الحفاظ من أزمانِ
من بعد تحقيق مع الإتقان
حتى الزواج رماه بالهجرانِ
شمس العلوم وقصة الركبانِ
حتى لقد قالوا له مئتانِ
يا عبقري الدهر نعم البانِ
ذكراه من صنعا إلى تطوانِ
كالنار في حطب من العيدانِ
تأليفه يا صبر شيخ فانِ
وابن الكثير  وصاحب البرهانِ
وابن الوزير وبعده الصنعاني
وقادة أعني به الشوكاني
متدرعاً بالصبر والسلوانِ
يا خيبةً للفاشل الكسلانِ
يشجيك يا حيران صوت أغانِ
للمجد واترك صحبة الولهانِ 
واهجر فديت وساوس الشيطانِ
واذكر إذا ما صرت في الأكفانِ
في نَيْلِ رزق ليس بالمتوانِ
متوثباً في الصخر والصّوانِ
والباز خلف الصيد في طيرانِ
لم يلق صيداً وهو في القضبانِ
ما كان يدعى هادم الجدرانِ
ظبياً وأهدى الموت للثيرانِ
حاز الكباش وفاز بالحملانِ
والماء إن يركد فغير مصانِ
أرج الزهور ونفحة الريحانِ
ما كان حاز المدح من إنسانِ
كزئير ليث فاتك غضبانِ
لم تسم عن ترب وعن دخانِ
حطب يحرق في لظى النيرانِ
يسعى إلى الغواص بالأحضان
لولا الفؤوس سوى حصى المرانِ
تذكر لنا الأجداد من أزمانِ
شوك وطيب المسك من غزلانِ
وانظر إلى عمار أو سلمانِ
عَمَرَ الديارَ يعد نسل قيانِ
بنفوسهم فاقو بني الإنسان
مرموقة في المجد والسلطانِ
من آل شيروان وعبد مدانِ
من آل هاشم درة الأزمان
كبلال في فضل وفي إيمانِ
شرف الحياة ومفخر الشبانِ
ويكف وجهك عن رفيق هوانِ
من مانع لعطائه منانِ
لو أنها في الصين واليابانِ
ذا نية لتثاب من ديانِ
لو كنت تطلي الإبل بالقطرانِ
نخل وتسقي الزهر في البستانِ
الأنبياء رعوا قطيع الضانِ
إدريس خاط غلائل القمصانِ
وانظر مزيد الفضل من لقمانِ
كانت صناعته جلود الضانِ
في النحو كان مزينَ الألوانِ
قد باع زيت الناس في بغدانِ
كابن المبارك تاجر الرضوانِ
من عاجز في الناس أو كسلانِ
رأسُ الأماني مالُ كلِ جبانِ
فبُلْوا بكل وساوس الشيطانِ
كبسول موت في يد الشبانِ
ما كان يترك شغله لثواني
علم الرياضيات والحسبانِ
هي آية في علم أهل الشانِ
يوم الوفاة يجد في الاتقانِ
في الكهرباء بحرقه وتفانِ
في شغل تيار من النيرانِ
 نشر العدالة وهو أمريكاني
في موكب كالبحر في الهيجانِ
من ألمع الحكام للرومانِ
رب الوجود مصور الإنسانِ
من غير ما جهد ولا إتقانِ
وبراعة في السفح والوديانِ
في أرضه سفناً بلا إنسانِ
دلفت كموج البحر من يابانِ
يا حيرة للخامل الحيرانِ
في سهرة ولذائذ وأمانِ
واحرص عليه غاية الإمكانِ
تكسل عن التكرار كل أوانِ
إلا كنوم الذئب بين الضانِ
لا خير في عمل بلا إتقانِ
لغد فإن غداً لشغل ثانِ
راعِ التدرج عند أهل الشأنِ
وسطاً بلا فوت ولا نقصانِ
مع خشية في السر والإعلانِ
واهجر غداً فاليوم ضيف دانِ
يدعوك للإهمال والعصيانِ
ومحطة للهم والأحزانِ
حتى تكون لحسنه متفانِ
قوال والأوضاع والأوزانِ
متنقلاً بالجد في ألوانِ
كل إليك من المجرة دانِ
تختار إلا منزل الكيواني
لو بات رهن الجوع في قضبانِ
لمحوه بالأبصار في رجفانِ
فاق الجبال كهيئة التيجانِ
أما الحمير فمركب الكسلانِ
لم ينصهر بحرارة النيرانِ
فاق الحديد التافه الأثمانِ
قال الهوان على أبي جعلانِ
ليث العرين يسود في الحيوانِ
وأنا رفيق الهر والفئرانِ
حفظوه في قرب وفي غمدانِ
داعي الصلاة أذاك في إمكانِ
وتظل رهن عزائم الصبيانِ
وأراك رب بلادة وأمانِ
هذي الأماني خدعة الشيطانِ
لو أنه كسري أنوشروانِ
لو كان نسل إسكندر اليوناني
لو كان في الأجداد كالنعمانِ
بالماس والياقوت والمرجانِ
في منزل الاوباش والصبيانِ
من حسنها فصريفها قواني
ـصناع في عزم وفي إتقانِ
أو صوت غانية وعزف قيانِ
من دف ذي طرب على الأوزانِ
بجميع من في الأرض من فنانِ
لمهندس في أرضنا يقظانِ
في الرقص والتهريج والهذيانِ
أو أرسلوا الصاروخ كالبركانِ
شادوا صروح المجد في البلدانِ
صارت منائرنا ندا الرحمانِ
إلا نجوم سماء كل زمانِ
 لعدونا من أشجع الشجعانِ 
أين الألى ملكوا يدي ولساني
يا ألف فلم خائب فتانِ
صنع الخبير الواحد المنانِ
من غير ما عوض ولا أثمانِ
بل أكسدوا حتى الهواء الداني
لكنهم كالريش في الميزانِ
ـمنسوج حتى جزمة الولدانِ
من لندن والرز باكستاني
بسويسرا والخبز من يوناني
وطأ الثريا غيرنا بثمانِ
أو حل في المريخ دانٍ داني